
الحلقة الثانية
كان الكلام في الحلقة الأولى من ثقافة التعايش السلمي مع الاخرين في القاعدة الأولى وهي قاعدة البدء بالسلام ومن الطبيعي بعد البدء بالسلام يأتي دور الكلام، وهنا يأتي دور القاعدة الثانية وهي :
قاعدة التأدب بالكلام
قال تعالى : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} 1.
وقال : {اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} 2.
فنلاحظ ان الله سبحانه وتعالى يامرنا ان نقول للناس حسنا_ مطلق الناس _وليس للمؤمنين او للمسلمين ، كما نلاحظ في الآية الأخرى عندما ارسل الله النبي موسى واخاه هارون (عليهما السلام) إلى فرعون الذي وصل به الطغيان إلى حد ان يقول : {أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعْلَى} 3.
مع ذلك أمرهم ان يقولا له قولا لينا .
وعندما نستقرأ المشاكل العالمية والاجتماعية نجد ان أكثرها يعود إلى بوادر اللسان، لذا وردت الكثير من الاحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) بحفظ اللسان، والحث على الصمت، وقد أوصى لقمان الحكيم ولده بعدة وصايا منها، {إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك}.
وقد روي في الخصال عن سفيان الثوري ان الإمام الصادق عليه السلام اوصاني قائلاً :
ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني [فقال] عليه السلام:
عود لسانك قول الخير تحظ به
إن اللسان لمـا عودت يعتاد
بقلم
سماحة الحطيب الشيخ
حميد الكلابي
__________
1 البقرة: ٨٣
2 طه: 43. 44
3 النازعات : ٢٤