يتصور البعض ان الموت هو عبارة عن الفوت بمعنى الخسران والانتقال من التام إلى النقص، بينما الموت حسب التعبير القرآني هو الوفاة وليس الفوت قال تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) السجدة(11) فالذي يسلب في الموت هو النقص، فالحياة الدنيوية المسلوبة من الانسان عند وفاته هو بالحقيقة سلب للنقص والانتقال إلى الحياة البرزخية التي هي اكمل من الحياة الدنيوية وهكذا الانتقال بعد ذلك الى الحياة الأخروية، ففي هذه الهجرة من حياة إلى أخرى هي هجرة تكاملية يُسلب بها النقص ويعطى فيها وجود تكاملي آخر، إذن فالموت وفاة وهجرة وانتقال، ولاحظ التعبير الدقيق للقران (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ) فنفس الإنسان هي التي تذوق الموت وليس الموت هو الذي يذوق النفس بمعنى ان الموت لاينقص شيئاً من الانسان بل نفس الانسان تزداد بهذا التذوق، فإذاً هي رحلة تكاملية نحو الزيادة لا النقصان.
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي.
