النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

هل أنا من المنتظرين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .

  عزيزي القارئ يجب عليك وعلى كل مؤمن مثقف واع يعيش في زمن الغيبة أن يسأل نفسه هذا السؤال .

 هل أنا من المنتظرين الجادين في الانتظار لإمام زماني الإمام المهدي (عج) أم لا ؟ وما هو السبيل الى معرفة ذلك ؟ .

ولا يكفي مجرد الدعوى بالانتظار ما لم يدعم بدليل , ولو كانت مجرد الدعوى تفي بالغرض لفسدت السموات والأرض , لآن فرعون ادعى الربوبية ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) 1, ومسيلمة ادعى النبوة , وجعفر (الكذاب) ادعى الإمامة , وقد نسمع من يدعي ما ليس بحق في زمننا كمن يدعي النيابة الخاصة أو النيابة العامة (المرجعية) وغير ذلك , إذا لابد من دليل وحجة يدعم بها المدعي دعوها , وكما يقال لكل مدع من بينة .

 والجواب على هذا السؤال لابد أن أعرف أولا , مالذي ينبغي من المنتظر لإمام زمانه فعله .  

وفي ما يلي جملة من الأمور التي ينبغي على المنتظر الجاد فعلها :

منها : أن يعرف إمام زمانه , ولو معرفة إجمالية.لأن المعرفة الحقيقة لا يمكن أن تدرك لقول النبي (ص) لعي (ع ) … وما عرفك إلا الله وأنا 2 ,  والمعرفة الإجمالية أن يعرف أنه إمام مفترض الطاعة من قبل الله تعالى منصوص عليه بالإسم ولا يجوز مخالفته والرد عليه ومودته فرض من الله تعالى على العباد , وإنه أولى به من نفسه , وإنه باب الله وخازن علمه .

منها: أن تكون لإمام زمانه بيعة في عنقه لأن البيعة له واجبة على كل مسلم ومسلمة وهي دليل على إسلامه , والدليل قول النبي (ص) (من مات ولم تكن له بيعة في عنقه لإمام زمانه مات ميتة جاهلية) والبيعة لا تتحقق إلى بأمور :

 1: معرفة البيعة : والمبايعة هي المعاهدة والمعاقدة , فهو عندما يبايع إمامه يعاهده على أن ينصره في السراء والضراء بنفسه وماله وولده وبكل ما يملك ويعاهده على أنه يطيعه في أوامره ولا يقصر ولا يبخل في كل ذلك .

 2: تجديد البيعة : وهو أن يجدد البيعة له بعد كل فريضة من الفرائض الخمسة , أو في كل يوم , أو في كل جمعة .

منها : نصرة الإمام في غيبته وظهوره  (عج) ففي زمن الغيبة هو أن يمهد لظهوره ويدعم فكره ويكثر ذكره , واما في ظهوره فالإمام (عج) هو الذي يعلمه كيف ينصره .

منها : أن يكون الإمام أحب الناس إليه حيث قال الله تعالى (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) 3.

منها : أدخال السرور على قلبه الشريف (عج) وذلك من خلال قضاء حوائج المؤمنين سواء كانت مادية أم معنوية .

منها : دوام زيارته وهو التوجه إليه بالسلام والتحية والصلاة في أي زمان وأي مكان .

منها : الدعاء له بالفرج , كما روي عن أهل البيت (ع) وأيسر دعاء يمكن أن يدع به المنتظر لأمامه ويجعله ورد له في حياته هو ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين ) .

منها : الإهداء له بصلاة أو قراءة قرءان أو صدقة , لا لحاجته (عج) إليها , وإنما لتشعرنا بأنا على اتصال دائم معه (عج) .

منها : الاستغاثة به عند الشدائد , وعرض الحاجات عليه من حيث أنه هو المغيث والمعين والناصر للمستضعفين في هذه الدنيا , فقد ورد في زيارة الجامعة (فاز من تمسك بكم , وأمن من لجأ إليكم  .

 عزيزي القارئ أنضر كم واحدة من هذه الأمور أنت ملتفة أليها وتطبقها ومستمر على فعلها وعلى ضوء هذا تجيب أنت على نفسك وأسأل من الله القدير أن تكون من المنتظرين لإمام زمانك رزقنا الله وإياك صحبته والتمتع في دولته .

والحمد لله رب العالمين

بقلم الخطيب / السيد علي محمد تقي البعاج

_______________

[1]  النازعـات:24

2  مختصر بصائر الدرجات – الحسن بن سليمان الحلي – ص 125

3 التوبة:24

العودة للأعلى