نحن كشباب نعيش في هذا العصر كيف يمكن لنا الارتباط والاقتداء بالإمام الحسين (ع) وقد عاش في زمن مختلف؟.
الجواب:
المسار التاريخي للإنسانية هو واحد بغض النظر عن التسميات فقد يسمى العصر الحجري او العصر الحديث او غيرها من المصطلحات لكن المتتبع لحركة الأنبياء والاوصياء يجدها حركة واحدة عبارة عن حلقات متسلسلة، راجعوا مثلاً حديث الندبة المروي عن الإمام الصادق (ع) والذي يقرأ في الأعياد لاحظوا ( فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ (إشارة إلى ادم (ع)) وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ (إشارة إلى نوح (ع)) وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلاً (إشارة إلى إبراهيم (ع)) وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً (إشارة إلى موسى (ع)) وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ (إشارة إلى عيسى (ع)) وَكُلٌ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً إِلى أَنِ اِنْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ إِلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)
وهكذا يتكرر هذا التسلسل في زيارة وارث وفيه إشارة إلى وحدة الحركة والهدف والأنبياء اشبه بالمسلسل الذي تتعدد فيه الحلقات مع انه واحد وأنتم أيها الشباب في الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل و تعلمون أهمية الحلقة الأخيرة !!؟
نظرة سريعة إلى كربلاء تجدون كل القيم الإنسانية النبيلة التي تفتقد إليها المجتمعات قد تجسدت على ارض كربلاء في ذلك اليوم ومن أمثلة تلك القيم هي :
قيمة الوفاء, قيمة المساواة، قيمة التوبة، قيمة الحرية، قيمة العبادة، قيمة الدعاء ،قيمة الثبات على المبدأ، بل جميع القيم الإنسانية النبيلة،
وجميع المجتمعات في هذا العصر تفتقد إليها فمن أراد الارتباط والاقتداء بالإمام الحسين (ع) عليه بتجسيد هذه القيم الإنسانية وذلك بإخراجها من مرحلة الأخلاق المجردة والنظريات الموجودة في الكتب إلى مرحلة الواقعيات المتجسدة في المجتمع ولا يكتفي برفع شعارات التمدن والحرية .
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي
