النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

السؤال (11) مشروعية التعبير بلسان الحال

فتوى السيّد السيستاني 

توالت الأجوبة حول هذه المسألة من بعض الفقهاء الأعلام، من تلامذة السيّد الخوئي +، كالسيّد السيستاني الذي سُئل: أنه «هل يجوز التكلّم بلسان المعصومين بالقصائد الحسينية؛ بحيث الكاتب يطلق عِنان خياله في تصوير الأحداث، واختلاق الكلام والمواقف ؟ وهل يجوز تداولها بين المؤمنين ؟».

فأجاب سماحته قائلاً: «بسمه تعالى: إنّما يجوز التكلّم بلسان حال المعصومين، فيما يُعتبر تمثيلاً صادقاً لأحوالهم ـ وفق المعايير الأدبيّة المتعارفة في أمثال ذلك ـ من دون إساءة إلى مقامهم الشريف؛ ومن ثَمّ يجب على المتكلّم بلسان الحال من الاطلاع على الحوادث التأريخية، واستنطاق أحوالهم من خلالها؛ لتجسيدها بصورة أدبيّة مناسبة، بعيداً عمّا يُعتبر من قَبيل المبالغة والاختلاق، والكذب بالمقياس الأوَّلي، كما أنّ جواز تداولها يخضع للمقاييس التي أشرنا إليها».

تحليل فتوى السيد السيستاني

ذهب السيّد السيستاني إلى جواز لسان الحال، ولكن جعل شروطاً لمشروعيته، إذا لم تتوفر تلك الشروط، فلا يجوز مثل هذا الأُسلوب إنشاء وتأليفاً، ولا إلقاءً وتداولاً.

وهذه الشروط يمكن تلخيصها بالنحو التالي:

الشرط الأول: أن يكون في لسان الحال تصوير صادق وحقيقي لأحوال المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، بعيداً عن الخيال والمبالغة والكذب، وإلاّ كان ممنوعاً.

الشرط الثاني: أن يراعي الشاعر ـ أو الناثر ـ المعايير الأدبيّة المتعارفة عند الأدباء في كتابة لسان الحال.

الشرط الثالث: أن يكون القائل بلسان الحال مطّلعاً على الحوادث التأريخية والشخصيّة للواقعة، أو الشخص الذي ينطق بلسان حاله.

وعليه؛ فالسيّد السيستاني جعل معايير ثلاثة لمشروعيّة هذا الأُسلوب الأدبيّ، فيما إذا كتب بلسان حال المعصومين.

بقلم سماحة الشيخ

محمد رضا الساعدي

العودة للأعلى