النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

السؤال (12) لماذا أُفردَ قبر العباس (ع)

 جاء في جواب سماحة أية الله المحقق الشيخ محمد السند {دامت بركاته}

لاريب إن دفن الإمام السجاد (ع) لعمه أبي الفضل العباس (ع) في موضع قتله الفعلي ليس صدفة وإتفاق أو عفوية ، بل هو تقدير وأمر إلهي ليصبح مناراً لأجيال كل المؤمنين لاحقاً ، حتى أجيال العلماء والأولياء ، والمغزى بحسب الظاهر هو ما ورد في زيارته من مناقبه .

* وأولها وأعظمها هو مبالغته في الإنقياد للإمام المعصوم (ع) ، والتبعية والتسليم له وتفانيه في الوفاء له والمبالغة في النصيحة وإسداء العون والنصرة النابع ذلك كله من بصيرة بموقع الإمام المعصوم (ع) ، فكان أبو الفضل العباس (ع) قدوة لكل موالي للأئمة (ع) في كيفية الولاء والتبعية و النصرة للأئمة (ع) .

* والمنقبة الثانية لأبي الفضل (ع) التي حازها هو ما ذكر في زيارته على لسان المعصوم (ع) ، من كونه صُلب الإستقامة والمقاومة بدون أي وهن ولا تضعضع ولا ضعف ، بل كان في قمة عنفوان الصمود بل أعلى مراتب حيوية الإندفاع والمثابرة والإنطلاق ، فلم يسبب ويحدث لدى قيادته وإمامه المعصوم (ع) أي وهن ولا تضعيف ، بل كان بركان نشاطه سبباً للإنتعاش المفعم بالأمل والقوة والقدرة للحسين (ع) .

* والمنقبة الثالثة التي جعله الله قدوة للشيعة الخُلص والأولياء الكُمّل ، هو طيرانه من حضيض تعلقات النفس والأنانيّة والأنويّة ولوازمها وتداعياته إلى التحرر والإنطلاق إلى أُوج علو الروح والنور ، فكان طيّار محمد وآل محمد (ع) في نهج ومنهاج الإيمان ، بينما كان جعفر طيّار محمد وآل محمد (ع) في الاسلام ، وهذه ميزة لأبي الفضل (ع) إمتاز بها أي كان جعفر الطيار قدوة الطيران في سماء ومدرسة الإسلام في الفداء والتضحية ، طيراناً من حضيض النفس إلى أُُوج علو الروح في منهاج الإسلام ، وقد كان ذلك سبب إنتصار المسلمين في الحروب ، بعد ذلك إمام الروم ودولة كسرى لما سطّر لهم من دروس في آلية الإندفاع التضحوي الفدائي ، بينما كان أبي الفضل العباس (ع) طيّاراً في سماء ومدرسة الإيمان والطيران من الحضيض إلى الأُج في منهاج الإيمان للمؤمنين ، فكان سبباً لإنتصار الإيمان في سُوح المواجهات مع الظلم والنفاق في الإصلاح الداخلي لبنيان الإسلام الذي هو أهم من التوسع الخارجي لقشر بنيانه ، فمن وصل أبي الفضل كجعفر (ع) إلى هذا المقام في عقيدة الإيمان وهو مقام الطيّار الذي ورد عن اهل البيت (ع) إن الإنسان يسائل عنه في جملة الإعتقادات الإيمانية يوم لقاء الله تعالى ومن ثم تكرر عن النبي (ص) والائمة (ع) قولهم ومنا طيّار هذه الأمة على حذو قولهم ومنا مهدي هذه الأمة .

العودة للأعلى