
الحلقة الثالثة
لازال الحديث في قواعد التعايش السلمي، ونلاحظ الصورة التي رسمها الإسلام من خلال هذه الثقافة، ففي القاعدة الأولى ابتدأ اللقاء بالسلام، ثم بدأ بالكلام المؤدب وهو ما تحدثنا عنه في القاعدة الثانية، الآن جاء دور القاعدة الثالثة وهي (قاعدة حُسن الاستماع) فعندما يبدأ بالكلام بعد السلام، ينبغي أن نحسن الاستماع لما يقول.
قال تعالى (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) 1.
وقال الإمام علي (عليه السلام) : (وتعلّم حسن الاستماع كما تتعلّم حسن القول، ولا تقطع على احد حديثه) 2 .
ومن هنا ينبغي أن يحرص الإنسان على الاستماع خصوصا في حضرة العلماء اكثر من حرصهم على الكلام.
فأن المرء مادام ساكتاً فهو سالم، فإذا نطق سُجل إما محسناً وإما مسيئاً.
إلى الآن نلاحظ صورة اللقاء بين الناس كيف يجب أن تكون.
اولاً الابتداء بالسلام، ثم البدء بالكلام على أن يكون بكل أدب، وعلى الطرف الآخر ان يحسن الاستماع، ولا يقاطع المتحدث، وهي صورة جميلة من ثقافة التعايش السلمي مع الآخرين.
بقلم
سماحة الحطيب الشيخ
حميد الكلابي
_________
1 الزمر:١٨
2 الاختصاص، الشيخ المفيد ص ٢٤٥.