خشية المقدس

الاستقلال المعرفي هدف لابد أن يسعى اليه الانسان بعد معرفة أدوات المعرفة التي منحها الله لكل البشرية.

وهي العقل والحواس، نعم اختص الله سبحانه وتعالى ثلة من الناس وهم الذين اصطفاهم لهداية البشرية بأداة أخرى وهي الوحي، في نفس الوقت جعل الله بعض الذوات وبعض الأشياء مقدسة عن طريق تبليغ الوحي، قال تعالى :(فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس) 1.

وقال تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم﴾ 2.

المشكلة والخطأ الذي وقع به البعض هو عدم الاقتصار على المقدسات المجعولة من قبل الوحي بل هناك من وضع مقدسات اخرى سواء أكانت اشخاصاً ام غير ذلك، وبدأ لا يتجاوز هذه المقدسات المتوهمة التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل الجهل والهوى والعناد هو السبب في تقديسها، وبالتالي تُعد هذه المقدسات الباطلة من عوامل الضغط التي تعيق تحقيق الاستقلال المعرفي عند الإنسان، فتجد هذا المسكين يأخذ بنظر الاعتبار في تفكيره ذلك المقدس الذي هو جعله مقدساً عنده بحيث يخشى مخالفته وهذه مشكلة؟

ومن العوائق في الاستقلال الفكري، قال تعالى :(قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُۥ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَٰفٍۢ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) 3.

فمن أعطى هذه السلطة لفرعون حتى يرى نفسه مقدساً {فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعْلَى} 4.

حق التقديس منصوص عن طريق الثقلين، بمعنى اخر يجب ملاحظة المقدس المدعى هل السماء قامت بتقديسه ام الأرض؟

بقلم سماحة الخطيب

الشيخ حميد الكلابي

___________

1  طه ١٢

2  المائدة ٢١

3  الاعراف ١٢٣-١٢٤

4  النازعات ٢٤