لاشك في إمكان التغيير سواء أكان على مستوى الذات ام على مستوى المجتمع، قال تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) 1.
ولكن التغيير عادة يتوقف على متطلبات، فمن أراد التغيير عليه أن يحدد الهدف، وبشكل واضح، وما هو نوع التغيير، مع الأخذ بنظر الاعتبار القدرة, بمعنى هل هذا الأمر المراد تغيره مقدور لك ام هو خارج الامكانيات المتاحة، فليس من الحكمة ان اطرح شعار التغيير وهو خارج قدراتي، كذلك نحتاج بعد ذلك الى الاصرار والعزيمة والصبر في حالة مواجهة الصعوبات.
فتحقيق الأهداف يحتاج إلى التضحية، وأثناء ذلك عليك الابتعاد عن كل من يحاول ان يشغلك عن الهدف, فهنا تحتاج إلى التركيز على الهدف وعدم السماح للأخرين الحول دون ذلك، وكل ذلك يحتاج إلى إرادة قوية وترك التفريط والعادات التي تعيق الوصول إلى الهدف، فعليك بالهمة والابتعاد عن كل المعوقات سواء أكانت أشخاص ام مشاكل.
من هنا نلاحظ دقة التركيز والتحديد مطلوبة من أجل الثبات على المبادئ التي نصل بها إلى تحقيق التغيير الذاتي الذي بدوره يؤدي إلى تغيير المجتمع، فمن كلام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة لابنه محمد ابن الحنفية، لما أعطاه الراية يوم الجمل :(تَزُولُ الْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ! عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ . أَعِرِ اللهَ جُمجُمَتَكَ، تِدْ في الْأًَرْضِ قَدَمَكَ، إِرْمِ بِِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ) لاحظ الدقة المطلوبة في تحديد الأهداف والتركيز عليها.
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي
__________
1 : الرعد:١١.
