يذكر بعض أرباب المنابر أن الإمام الحسين (ع) بكى على جيش بني أمية هل يمكن التصور بأن أولياء الله يبكون على قاتليهم ؟ .
جاء في جواب سماحة أية الله المحقق الشيخ محمد السند {دامت بركاته}
شفقة ورأفة النبي الأكرم (ص) وأهل البيت الكرام (ع) بالأمة والبشر كبيرة عميمة , ما لم يستوجب بعضهم سخط الله وغضبه ومقته وعداوته .
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) 1 .
فطلب الهداية والشفقة والرأفة لها قيود وحدود فإذا حقت كلمة العذاب او استوجبوا سخط الله ونقمته او لجوا في شقاق وعداوة الله تعالى ونحو ذلك انقطعت رحمة الله عنهم .
ومن ثم فرق القرآن بين العدو المتعدي من الكفار ومن هو مسالم منهم
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) 2.
_________
[1] التوبة 114
[1] الممتحنة 9