النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

السُباب والشتائم في القرآن

يستدل البعض على جواز السب والشتم ببعض الآيات القرآنية والتي ظاهرها الشتم والسب، من قبيل: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) 1

وكذلك قوله تعالى : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) 2.

وقوله : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) 3.

وهذا من التوهم بحقيقة القرآن الكريم، فالقرآن الكريم ليس كتاباً لتعليم السباب والشتائم بل هو كتاب تعليم الآداب والأخلاق ويصرح بقوله

: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) 4؟

 فلاحظ مع انهم يدعون من دون الله يعني هولاء خارج دائرة الإيمان مع ذلك ينهى القرآن عن سبهم، اما الايات التي ظاهرها السُباب والشتائم فإن القرآن يتحدث هنا عن حقيقة خارجية ويفشي بعض الأسرار الباطنية لحقيقة هولاء التي ستنكشف في يوم القيامة لأنهم انكروا المعاد.

فالقرآن الكريم ليس بصدد الاعتداء على الآخرين كما يفعل الإنسان الجاهل في هذه الدنيا من هتك حرمة الآخرين بالشتائم، وإنما لبيان حقيقة باطنية سيفتضح بها في المعاد الذي انكره في هذه الدنيا، وهل يمكن للأنسان البسيط ان يطلع على حقائق الناس حتى يتكلم عنها ويجيز لنفسه وصفهم بما يحلو له؟.

نعم لابد من التفريق بين اللعن والبراءة وبين السب والشتائم.

بقلم سماحة الخطيب

الشيخ حميد الكلابي

_________

1 : المسد 1 .

2 : الاعراف  176.

3 : القلم 13.

4 : الانعام  108.

العودة للأعلى