السؤال:
إذا كان الإمام المهدي (ع) ينتصر بالرعب كما في الروايات فلماذا التأخير في الظهور؟.
الجواب :
نحن في عقيدة أهل البيت (ع) لا نقول بالجبر، كما لا نقول بالتفويض، وهذا ما روي عن الإمام الصادق (ع): ( لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) 1.
إضافة إلى ذلك أن حركة الأنبياء والاوصياء تعتمد بالدرجة الأولى على العنصر البشري، وهذا لا يتنافى مع الاعتقاد والتوكل على الله، فالعنصر الغيبي، سواء أكان من الملائكة ام الرعب، بل مطلق الغيب يكون دوره دور الإسناد والدعم ، فإذا عمل الانسان بتكليفه وقدم الاستعداد والامكانيات المتاحة له، هنا يأتي دور الجانب الغيبي من الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) 2.
اما الاعتماد على العنصر الغيبي فقط فهذه عقيدة من يقول بالجبر، وأما من يعتمد على العنصر البشري حصراً، فهذه عقيدة من يعتقد بالتفويض، وأما عقيدة أهل البيت (ع) هي الاعتماد على العنصرين – البشري والغيبي- وهذه هي سيرة الانبياء (ع) فعندما سار النبي موسى (ع) ببني اسرائيل وعملوا بتكليفهم، جاءهم الدعم الغيبي عندما وصلوا إلى البحر، وهكذا في قضية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، في معركة بدر، عندما ثبت المسلمون في المعركة، جاء عامل الغيب المتمثل بالملائكة.
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي
___________
1 ميزان الحكمة :ج١.
2 محمد:٧.
