دروس قرآنية من قصة الخضر مع نبي الله موسى (ع) .
الدرس الأول :
(اختيار الأستاذ الناجح)
قال تعالى :{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} 1.
الاستاذ هو المربي، ودور المربي لا يقتصر على إعطاء المادة العلمية بل يشمل تربية وتنمية شخصية الطالب فكرياً ونفسياً وسلوكياً، ومن خلال التدبر بالآية الكريمة، نجد ان اهم مميزات الاستاذ الناجح هي:
١- ان يكون عبدا لله :
قال تعالى :(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا) وحقيقة العبودية هي ان لا يرى العبد لنفسه ملكاً، لأن العبيد لا يملكون شيئاً، فينبغي للأستاذ الناجح ان يشعر بأنه مملوك لله وان ما يملك من قدرات تعليمية هي من الله يجب عليها ان يضعها في موضعها.
٢- ان يكون رحيماً :
قال تعالى :(آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا)
لاشك أن دور الاستاذ في تكامل شخصية الطالب يحتاج إلى كثير من الصبر من الاستاذ والطالب، ولذا أشارت الآية الكريمة إلى الرحمة التي يحتاجها الاستاذ مع طلبته لأنها ضرورية في تربية الطلبة، فإذا شعر الاستاذ بالرحمة اتجاه الطلبة، شعر بالمسؤولية وازداد صبراً من أجل تربيتهم وتعليمهم.
٣- ان يكون عالما :
قال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
للأسف الشديد هناك الكثير من الأساتذة من يعلم الطلبة الجهل وليس العلم، نلاحظ الآية أكدت على مصدر العلم ان يكون الله، فالأستاذ المؤمن هو الذي يعتقد بأن الله هو مصدر الخيرات، وهذا الاعتقاد ينفعه كثيرا في تربية وتعليم الاجيال، لأنه سيشعر بالمسؤولية باتجاه الخالق والمخلوق،
فيزداد حرصاً للبحث عن الحقيقة، ولهذا اشتهر البيت الشعري (كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا) كون ان الاستاذ يشترك مع الانبياء في بعض وظائفهم وهي التربية والتعليم.
يتبع….
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي
___________
1 : الكهف :٦٥.
