النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

زوّار الحسين يدخلون الجنة قبل سائر الناس بأربعين عاما

زوّار الحسين يدخلون الجنة قبل سائر الناس بأربعين عاما

ان الامام الحسين بن علي (عليه السلام) له خصوصية من بين الائمة (عليهم السلام) بان له منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وكما قال الامام الصادق (عليه السلام) كلنا سفن نجاة وسفية جدي الحسين (عليه السلام) أوسع.

ان هذا التكريم جاء نتيجة التضحية التي قدمها الامام الحسين (عليه السلام) في سبيل اعلاء كلمة الاسلام ونصرة دين الله جلا وعلا وذلك في مصداق قوله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (1).


وقوله تعالى (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)(2).

عن عبدالله بن زُرارةً : قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إنَّ لزوَّار الحسين بن عليٍّ (عليهما السلام) يوم القيامة فَضلاً على النّاس .
قلت : وما فضلهم ؟
قال : يدخلون الجنّة قبل النّاس بأربعين عاماً ، وسائر النّاس في الحساب والموقف (3) .

وان الذي يحرز هذه الدرجة وهذه الشفاعة عند الله وعند الامام الحسين (عليه السلام) بسبب العمل الذي يقوم به الشخص في خدمة الامام الحسين (عليه السلام) وتتجسد الخدمة الموجبة لهذا التكريم الالهي بما يلي:
1- توزيع الماء على روح سيد الشهداء (عليه السلام) في مجالس التعزية الحسينية.


2- الدمعة الحقيقية التي تخرج على مصاب الحسين (عليه السلام) حزنا وتأسفا على ما دهاه.
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مَن ذُكِرنا عندَه ففاضَتْ عَيناه ولو مثل جَناح بَعُوضةٍ (4) غُفِرَ له ذنوبُه ولو كانت مِثلَ زَبَد البَحر .
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : مَن ذُكِرْنا عِنده ففاضَتْ عَيناه حرَّم اللهُ وَجْهَه على النّار .
قال أبو عبدالله (عليه السلام) في حديث طويل له ـ : ومَن ذُكر الحسينُ (عليه السلام) عنده فخرج مِن عينه مِن الدُّموع مقدار جناح ذُباب كان ثوابه على الله عزَّوجلَّ ولم يرض له بدون الجنّة.

3- الجزع على الامام الحسين(عليه السلام) فله انواع منها اللطم على الصدور ومنها البكاء وغيرها من اصناف الجزع.
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : إنَّ البكاء والجزع مكروهٌ للعبد في كلِّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ، فإنّه فيه مأجورٌ(5) .

4- زيارة الامام الحسين(عليه السلام) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لو يعلم النّاس ما في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) مِن الفضل لماتوا شَوقاً , وتقطَّعتْ أنفسهم عليه حَسرات .


قلت : وما فيه؟.
قال : مَن أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد مِن شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقةٍ مقبولة ، وثواب ألف نَسَمَة اُريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنةً مِن كلِّ آفةٍ أهونها الشَّيطان ، ووُكّل به ملك كريم يحفظه مِن بين يديه ومِن خلفه ، وعن يمينه وعن شِماله ، ومِن فوق رأسِه ومِن تحت قَدَمِه ، فإن مات سَنته حَضَرتْه ملائكةُ الرَّحمة يحضرون غُسْله وإكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويَفْسَح له في قبره مَدَّ بَصَره ، ويؤمنه الله مِن ضَغْطَة القبر ، ومِن منكر ونَكير أن يروِّعاه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب ، وينادي مُنادٍ : هذا مَن زار الحسين شَوقاً إليه ، فلا يبقى أحدٌ يوم القيامة إلاّ تمنّى يومئذٍ أنّه كان مِن زُوّار الحسين (عليه السلام) (6).

عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : مَن أراد أن يكون في كَرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد صلوات الله عليه وعلىُ آله ، فليكن للحسين زائراً ينال مِن الله أفضل الكَرامة وحُسن الثَّواب ، ولا يسأله عن ذنب عَمِله في حياته الدُّنيا ولو كانَتْ ذنوبه عدد رَملِ عالِج وجبال تِهامَة وزَبَد البحر ، إنَّ الحسين بن عليٍّ (عليهما السلام) قُتِل مظلوماً مُضْطَهَداً نفسُه عَطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه (7) .

وهنا ننقل قصة ما حصل مع السيد البروجوردي (قدس سره) اتماما للفائدة ودعما لعظمة المولى سيد الشهداء (عليه السلام).
نُقل أن السيد البروجردي جاء يوماً إلى مجلس درسه فبدأه بنعي الإمام الحسين (عليه السلام) بأبياتٍ شعرية على غير عادته فتعجب طلابه من هذا الأمر فرد على تساؤلاتهم عن السبب قائلاً أنه رأى في الليلة السابقة رؤيا بأن القيامة قامت والأئمة (عليهم السلام) يُدخلون الناس من أبواب الجنة وبدأ يبحث عن بابٍ يدخل منه إلا أن أمراً لفت نفسه إذ رأى الإمام الحسين (عليه السلام) يُدخل الناس من بابه بلا قيودٍ أو حدود وفجأة رأى صفاً طويلاً فقيل له أنه للإمام الصادق (عليه السلام) فقيه أهل البيت (عليهم السلام) وعندما تقدم ليرى سبب تأخير الحساب رأى الإمام يحاسب الشيخ المفيد على فتاواه .


قرر السيد البروجردي الدخول من باب الحسين (عليه السلام) لأنه أسرع يقول السيد : عندما وصلتُ إلى باب الحسين (عليه السلام) قال لي : سيدنا أنتم العلماء تدخلون من باب الإمام الصادق فهو يحاسب العلماء.


قلت: سيدي باب الإمام الصادق صعب الدخول منه وأنا أريد أن أدخل كما تدخل الناس من بابك فقال : يدخل من بابي خدامي في المجالس، السقائين للماء في مجالس التعزية ، قرائين العزاء الذين يقيمون مجالس للعزاء والمحبين لشعائري ، ثم استيقظتُ.


وأنا أقول لكم : لا أريد الدخول من باب الإمام الصادق (عليه السلام) ولا أريد أن يحاسبني بل أريد أن أدخل الجنة بعنوان خادم الحسين (عليه السلام) قارئ عزاء وليس عالماً .

ودأب السيد منذ ذلك اليوم على قراءة الشعر في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) قبل درس الخارج.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- سورة العنكبوت،الآية69.
(2)- سورة النساء،الآية95.
(3)- بحار الانوار، للعلامة المجلسي،الجزء الثامن والتسعون،ص26.
(4)- بحار الانوار، للعلامة المجلسي،الجزء الرابع والاربعون،ص285.
(5)- الفصول المهمة في اصول الأئمة، محمد بن الحسن الحرالعاملي،الجزء 4،ص434.
(6)- الدولة الاموية عوامل الازدهاروتداعيات،للصلابي،جزء2،ص291.
(7)- مستدرك الوسائل، الشيخ النوري الطبرسي،الجزء10،ص237.

العودة للأعلى