الخلافات والمشاكل الإجتماعية من الأمور الطبيعية التي تقع في المجتمع، لأختلاف الناس، قال تعالى :(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) 1.
ومن اجل ان يتمكن الإنسان من إدارة هذه المشاكل مع الآخرين يحتاج إلى قدرات يتمكن من خلالها إدارة الخلاف واستثماره ايجابياً، وهذه القدرات تمثل ابعاد الشخصية الإنسانية، التي ينبغي على كل إنسان السعي في تكاملها، وهي :
١- القدرة الفكرية او العقلية: ووظيفتها في الخلافات والمشاكل دراسة المشكلة وفهم الأسباب التي ادت إلى هذا الخلاف.
٢- القدرة النفسية: ومهمتها محاولة استيعاب الطرف الآخر وانصافه، والابتعاد عن الأنا، والبحث عن أفضل رد وليس أقوى رد، ولا تفكر بالانتصار، بل فكر بإخراج الطرفين من موقع الاعداء إلى أن تجعلهم اصدقاءً.
٣- القدرات العملية: وهي عبارة عن السلوك الذي يجب أن ينتهج في إدارة الخلاف، ومهمته كيفية استثمار وتوظيف المشكلة وجعلها سبباً في الارتقاء، لأنها تمثل البنية التحتية للقدرات العقلية والنفسية، فيتجلى السلوك الأمثل، وهنا تبرز صفة الحلم في إدارة الخلاف، بعيداً عن ردود الأفعال، قال الإمام الصادق (ع) في وصيته لعنوان البصري: (وأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا
فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، ومن وعدك بالخنى، فعده بالنصيحة والرعاء) 2.
بقلم سماحة الخطيب
الشيخ حميد الكلابي
____________
1 هود:١١٨.
2 بحار الأنوار :ج١.
