النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

ناصر الحسين (ع) عبد الله بن أمير المؤمنين

هذا عبد الله:

أبوه عَلَم الإسلام الشامخ، صاحبُ السَّبق إلى المعالي والشـرف الباذخ، أوّل مَن أسلم، والأتقى والأقضى والأعبد والأعلم، شَهِدَت له المواقفُ والمواقع أنّه الشَّهم المقدام، والشجاع الهمام، فكتب اللهُ تعالى على يديه النصـر، وكتب له فرائد الفخر، فانتسبت له المناقب والفضائل خاضعة، وسجدت عند قدميه المفاخر خاشعة.. إنّه أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، عليُّ بن أبي طالب، سليل الأحناف الموحّدين، وأبوالأئمّة الميامين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

وأمُّه أمُّ البنين، فاطمة بنت حِزام، سليلة الشجاعة والنجابة والكرم، وحليلة العِزّ والفضل والقيم.. وقد كان لها من أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام أربعة أولاد قَدّمَتْهم بين يدَي إمامها سيّد شباب أهل الجنّة أبي عبد الله الحسين عليه السلام؛ ليكونوا شهداءَ أبراراً مكرَّمين، هم: العبّاس فتى البطولة والنجدة والإباء، ووَريث الشـرف والإخاء والوفاء، وجعفر، وعثمان، وعبد الله، رضوان الله تعالى عليهم (1).

وُلِد عبد الله بن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخيه العبّاس بنحو ثماني سنين، فبقيَ مع أبيه ستَّ سنين، ومع أخيه الحسن المجتبى عليه السلام ستَّ عشرة سنة، ومع أخيه الحسين عليه السلام خمساً وعشـرين سنة، وتلك مدّة عمره (2).

دُعُوا إلى الشرف الأمثل:

قال أهل السِّيَر: لمّا قُتل أصحابُ الإمام الحسين عليه السلام وجملةٌ مِن أهل بيته، ورأى العبّاسُ بن عليّ عليهما السلام كثرةَ القتلى في أهله، دعا إخوتَه مِن أُمّه، وهم: عبدُ الله وجعفر وعثمان، وقال لهم: يا بَني أُمّي، تَقَدّموا حتّى أراكم قد نَصَحتُم للّـهِ ولرسوله؛ فإنّه لا وُلْدَ لكم.

وقيل: قال العبّاس بن عليّ لأخيه مِن أبيه وأُمّه «عبد الله بن عليّ»: تَقَدّمْ بين يدَيّ؛ حتّى أراك وأحتَسِبك؛ فإنّه لا وُلدَ لك.

فكان (عبدُ الله) أوّلَ مَن تَقَدّم بين يديه، فجعَلَ يَضرب بسيفه قُدماً ويجول فيه وهو يقول:

أنا ابنُ ذي النَّجْدةِ والإفضالِ

ذاك عليُّ الخيرِ في الفِعالِ

سيفُ رسولِ اللهِ ذو النَّكالِ

في كلِّ قومٍ ظاهرُ الأهوالِ (3)

وتَقَّدم عبدُ الله فقاتَلَ قتالاً شديداً، حتّى اختلف هو وهاني بن ثُبيت الحَضرميّ بضربتين، فشدّ عليه هاني فضربه على رأسه فقتَلَه (4).

قال أبو الفَرَج الإصفهانيّ: قُتل عبدُ الله بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة، ولا عَقِبَ له (5)، وقُتل عثمان بن عليّ وهو ابن إحدى وعشرين سنة (6)، وقُتل جعفر بن عليّ وهو ابن تسع عشرة سنة (7).

 سلام عليكم:

مَصارعُهُم في كربلا لا تَهاوَنَتْ

بسُقياك أخلافُ الغَمام النَّواضخُ

تَضَمّنْتِ أجساداً بها نِلتِ رِفعةً

عَنَتْ لِعُلاها الشاهقاتُ الشَّوامخُ

أقامَتْ بكِ الزهرا عليهم مَآتماً

تَعُجُّ ليومِ البعثِ فيها الصَّوارِخُ

بنفسيَ آلَ المصطفى كم تَصَـرَّعَتْ

على الطفِّ شُبّانٌ لهم ومَشايخُ 

بنفسـي ضُيوفاً في فَلاةٍ تَجرَّعوا

بها غُصَصاً ما بَينهُنَّ بَرازِخُ (8)

وفي زيارة الشهداء يوم عاشوراء:

«السلامُ على الحسينِ بنِ عليٍّ الشهيد، السلام على عليِّ بنِ الحسين الشهيد، السلام على العبّاس بن أمير المؤمنين الشهيد. السلامُ على الشهداءِ مِن وُلْدِ أمير المؤمنين، السلام على الشهداء مِن وُلْدِ الحسن، السلامُ على الشهداءِ مِن وُلْد الحسين، السلام على الشهداءِ مِنْ وُلْد جعفرٍ وعقيل، السلامُ على كلِّ مُستَشْهَدٍ معهم من المؤمنين. اَللّهمّ صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وبَلِّغْهم عنّي تحيّةً كثيرةً وسلاماً».. (9).

وفي زيارة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فَرَجَه الشريف لشهداء كربلاء يوم عاشوراء.. نقرأ:

«السلامُ على عبد اللهِ بنِ أمير المؤمنين، مُبْلِي البَلاء، والمُنادي بالولاء في عَرْصةِ كربلاء، المضـروبِ مُقْبِلاً ومُدْبِراً، لعَنَ اللهُ قاتلَه هانيَ بن ثُبَيتٍ الحَضْـرميّ» (10).

بقلم المألف الاستاذ

الحاج جعفر البياتي

_______________

([1]) ذكرهم: الشيخ المفيد في (الإرشاد)، والطبريّ في (تاريخه)، والإصفهانيّ أبو الفَرَج في (مقاتل الطالبيّين)، والمسعوديّ في (مروج الذهب)، والخوارزميّ في (مقتل الحسين عليه السلام).. وآخَرون.

(2) إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام: 67، العيون العبرى في مقتل سيّد الشهداء: 163.

(3) وفي روايةٍ: في كلِّ يومٍ ظاهرُ الأهوالِ.

(4) الإرشاد: 240، مقاتل الطالبيّين: 54، بحار الأنوار للشيخ المجلسـيّ 45: 38، إبصار العين: 67 ـ 68، العيون العَبرى: 162.

(5) مقاتل الطالبيّين: 54.

العودة للأعلى