النجف الاشرف - حي الحسين - مجاور هيئة الحج والعمرة 07800412419 email@minber.org

الأخبار والنشاطات

هنا تجد أحدث أخبار ونشاطات المؤسسة

(هضم الامة لبضعة المصطفى (ص))

هضم الامة لبضعة المصطفى

(هضم الامة لبضعة المصطفى (ص))
(وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها)

س : لماذا أطلق الإمام أمير المؤمنين (ع) لفظ الأمّة على الذين هضموا الزهراء (ع) مع العلم أنهم كانوا أفراد ؟.

الجواب :

أولا : الأُمَّة : تارة تطلق على الرجل الجامع لخصال الخير كـ (نبي ابراهيم (ع)) , حيث قال الله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

1 وقد قال النبي الأكرم (ص) لعلي (ع) وإن الله قد جعلك أمة وحدك ، كما جعل إبراهيم أمة .

2 لأنه (ع) هو المتفرد من بين البشر بأنه الرجل الإلهي الخالص ، الذي هو نفس رسول الله (ص) في كل خصال الخير ، وفي كل المعاني والمزايا التي منحها الله لرسوله ، باستثناء ميزة النبوة الخاتمة . وتارة تطلق على جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ تَجْمَعُهُمْ أهْدَافٌ مُشْتَرَكَةٌ فِي العَقِيدَةِ أَوِ السِّيَاسَةِ أو غيرها .

(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

3 فلعل الأمام (ع) أراد أن يوصل رسالة أن هؤلاء النفر هؤلاء الجماعة اجتمعوا على طمس معالم الدين أجتمعوا على قتل الثقل الثاني بقتلهم الزهراء (ع) .

ثانيا : قد اشارت الصديقة الزهراء (ع) في خطبتها الى هذا المعنى في عدة مواطن : منها : معاشر الناس المسرعة الى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر. منها : كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم . منها : ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه أغتصبتم .

ثالثا : هناك جملة من المساهمات للأمة في اضطهادها : منها : سكوت البقية عما يجري على البضعة الطاهرة من اضطهاد من قبل أعدائها وبيعتهم للمشروع الغاصب لحقها هو اصطفاف وتناصر لغصب ولايتها العامة لادارة الشأن العام والاموال .

منها : ان الانصار بايعوا رسول الله (ص) في البدء والمرات المتكررة الاخرى على نصرته (ص) ونصرة اهل بيته (ع) وقد نكثوا ذلك في حق البضعة ومن ثم خاطبتهم وعاتبتهم (إيها بني قيلة….) الى آخر ما قالته لهم من امور .

منها : انها (ع) دارت مع امير المؤمنين والحسنين (ع) على جميع وجوه المهاجرين والانصار في العديد من الليالي لاستنصارها ولكن خذلوها وقد أشارت (ع) إلى ذلك عندما رجعت من المسجد مخاطبة امير المؤمنين (ع) (هذا بن ابي قحافة قد ابتزني نحيلة ابي وبليغة ابني والله لقد اجهد في ظلامتي وألدّ في خصامي حتى منعتني القيلة نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها فلا مانع ولا دافع …) .

رابعا : قد وردت عدة أحاديث تندّد مفهوماً بالأمة ، وتصرّح منطوقاً بما سيلقى أهل البيت (ع) من اضطهاد بعد النبي (ص) من تلك الأمة ، وألفاظها مختلفة مما يدلنا على تظافر الأمة على هضمهم واضطهادهم منها :

عن رسول (ص) …. وبولايته صارت أمتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى إنه ليزال عن مقعدي ، وقد جعله الله له بعدي …

4 منها : عن أبي إدريس الأودي قال سمعت عليا يقول : كان فيما عهد إلي النبي الأمي (ص) أن الأمة ستغدر بك من بعدي .

5 منها : روي عن جندب بن عبد الله قال : دخلت على علي بن أبي طالب (ع) بالمدينة بعد بيعة الناس لعثمان، فوجدته مطرقا – كئيبا – فقلت له: ما أصاب قومك؟! قال: (صبر جميل). فقلت له: سبحان الله، والله إنك لصبور.

قال: (فأصنع ماذا؟!).

فقلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك، وتخبرهم أنك أولى بالنبي (ص) بالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتمالئين عليك، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة، فإن دانوا لك كان ذلك على ما أحببت، وإن أبوا قاتلتهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي آتاه نبيه عليه السلام وكنت أولى به منهم، وإن قتلت في طلبه قتلت شهيدا وكنت أولى بالعذر عند الله، وأحق بميراث رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: (أتراه – يا جندب – يبايعني عشرة من مائة؟!). قلت: أرجو ذلك.

قال: (لكنني لا أرجو ولا من كل مائة اثنين…

بقلم الخطيب السيد علي محمد تقي البعاج

المصادر :

النحل 120 2 بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 21 – ص 260 3 آل عمران 104 4 الأمالي – الشيخ الصدوق – ص 175 5 مناقب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) – محمد بن سليمان الكوفي – ج 2 – ص 533 6 الإرشاد – الشيخ المفيد – ج 1 – ص 242

العودة للأعلى